مقدمة
المؤمن بقبوله الرب يسوع رب ومخلص فقد دخل الى حياة جديدة وأصبح خليقة جديدة.
يقول الكتاب المقدس في ( رسالة كورنثوس الثانية 5 : 17 )(إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا)
والسؤال هنا
هل الخليقة الجديدة لغت من المؤمن ما يسميه الكتاب المقدس بالإنسان العتيق أو الطبيعة الفاسدة؟
بمعني آخر ما الذي صار جديداً وما الذي لا زال قديماً ؟
وماهو الصراع بين الإنسان الجديد والإنسان القديم ؟
أو مالذي يخليني أنحاز للإنسان الجديد وما هو الذي يجذبني إلى الإنسان العتيق الفاسد ؟
مهم جداً يفهم المؤمن ذلك من أجل أن يعيش حياة النصرة ؟
( أفسس 4 : 24 )( وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ ) .
وفي ( أفسس 2 : 10 ) (لأننا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا ) .
عندما يؤمن المؤمن بالرب يسوع فأنه ينال طبيعة جديدة تعمل الأعمال الصالحة ولازم يفصل المؤمن بين الطبيعة الجديدة والطبيعة القديمة الفاسدة ( أي الإنسان العتيق الفاسد ) .
(أفسس 4 : 22 )(أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ)
(رومية 8 : 13 )(أَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ) .
( رسالة كولوسي 3 : 9 – 10 )( إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ ) .
أن الخليقة التى أعطيت للمؤمن بقبوله المسيح فهي لم ولن تلغي الإنسان العتيق الفاسد .
ولكن هي طبيعة جديدة أو هي طبيعة إلهية أعطيت للمؤمن نتيجة حلول المسيح فيه ونتيجة سكن الروح القدس فيه .
(بطرس الثانية 1 : 4 ( اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ)
أن المؤمن يستطيع أن يتخلى عن الإنسان العتيق ويميت أعماله بالروح القدس .
(غلاطية 5 : 17 )(أَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ ) .
والسؤال
ماذا يقصد بالجسد ؟
يقصد بالجسد هنا ليس الجسد البشري بل يقصد به الإنسان الأخلاقي الفاسد أو الفساد الأخلاقي نتيجة سقوط آدم .
لقد أستخدم الرسول بولس عندما كتب باليونانية عن الجسد البشري ووصفه بكلمة سوما
وأستخدم عندما كتب عن الطبيعة الفاسدة أو الإنسان العتيق ووصفه بكلمة سركس .
مع العلم يوجد صراع بين الإنسان العتيق الفاسد والإنسان الجديد أو الطبيعة الجديدة .
وحتى يستطيع المؤمن الانتصار في هذا الصراع عليه إتباع وصايا الكتاب المقدس
غلاطية ٢٤:٥ (وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ ).
عندما يقبل المؤمن الرب يسوع فأنه يخرج من مملكة إبليس ويعيش في مملكة المسيح .
ولكن إبليس يحاول استرداده من المسيح ويحاول ارجاعه إلى مملكته .
ماهي طرق إبليس لاسترداد المؤمنين من مملكة المسيح وارجاعهم إلى مملكته هو ؟
توجد ثلاثة تحديات للمؤمن يقوم بعملها إبليس لكي يسترده إلى مملكته
1) يقوم إبليس بتشكيك المؤمن في حصوله على الحياة الجديدة ويشككه في حدوث التغير
في الحياة الجديدة . ومهم أن يتمسك المؤمن بالوعد التى يقولها الكتاب المقدس في مواجهة هذا التحدي .( يوحنا 1 : 12 – 13 )( وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ ) .
( رسالة يوحنا الأولى 5 : 12 –14 )( مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ. وَهَذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئاً حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا ) .
2) التحدي الثاني يقوم إبليس بتشكيك المؤمن في محبة رعاية الله له .
ولمواجهة هذا التحدي يجب على المؤمن التمسك بوعد الله في الكتاب المقدس
( روميا 8 : 35 )( مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟) .
3) التحدي الثالث هو يقوم إبليس بتشكيك المؤمن في الاستمرار والنصرة .
ولمواجهة هذا التحدي على المؤمن التمسك بوعد الله في الكتاب المقدس
( روميا 5 : 9 – 10 ) فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ! لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ ).
( متى 28 : 20 ) ( وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ )
والسؤال
كيف يتصرف المؤمن عندما يتعرض للسقوط ؟
أن إبليس يقوم بتشكيك المؤمن في حياة النصرة وفي التغير الذي يحدث له لذلك يجب علينا كمؤمنين أن نتغلب عليه بالإيمان وأن نعيش حياة النصرة .وعندما يخطئ المؤمن عليه أن يتوب ويصلي لربنا بأن يغفر له . يقول الكتاب المقدس
( ميخا 7 : 8-9 )( لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي. أَحْتَمِلُ غَضَبَ الرَّبِّ لأَنِّي أَخْطَأْتُ إِلَيْهِ، حَتَّى يُقِيمَ دَعْوَايَ وَيُجْرِيَ حَقِّي. سَيُخْرِجُنِي إِلَى النُّورِ، سَأَنْظُرُ بِرَّهُ ).
( رسالة يوحنا الأولى 2 : 1- 2)( يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا ).
( رسالة يوحنا الأولى 5 : 4 )( أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا) .
يجب علينا كمؤمنين أن نعيش بالإيمان في الرب وأن نثق في مواعيده والمشاعر تولد فينا نتيجة ثقتنا في الحق الإلهي وفي مواعيد الله لأن الله حافظ الأمانة وحافظ الوعد .