عندما نحاول أن نعرف الله يجب أن نقترب لهذا الموضوع باتضاع شديد ومن الضروري أن لا ننسى أننا نحن المخلوقين وهو الله الخالق .
لا يقدر مخلوق أن يعرف الله كل المعرفة ,فلو وصلت أنا المخلوق للمعرفة الكاملة لله تنتفي عنه صفة الألوهية عنه في الحال فمن المستحيل أن يدرك المخلوق الخالق كليآ
وانما يمكننا أن نعرفه من خلال أعلانه لنا عن داته في الوحي المقدس ومن خلال الطريقة التي يعمل بها على مر العصور في صفحات الكتاب المقدس .
فهو روح غير محدود, سرمدي , غير متغير في وجوده وقدرته وقداسته وعدله وجودته وحقه . يقول الكتاب المقدس في سفر تثنية 6: 4 ( اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد .
أن جميع قوانين الايمان المسيحي تنص صريحة على أنه نؤمن باله واحد .
كما أن جميع قوانين الايمان المسيحي صدرت في عبارات تصرح بهذه الحقيقة .
بأننا نؤمن باله واحد . بالطبع عندما يذكر الكتاب المقدس أن الله واحد فليس هوالمقصود
بأله المفرد بمفهومنا البشري .
فيجب أن نضع في الحسبان أن اللغة ستقف عاجزة عن وصف طبيعة شخص الله فهو أعلي بكثير من أن يوصف بأي لغة. ومن المهم أن نعرف انه لايمكن لنا تشبية الله باي شخص أو أي شئ .
فا الكتاب المقدس يقول في أشعياء 40 :25 (فمبن تشبهوني فاساويه يقول القدوس ) . هذا هو القانون الذي تقبله جميع الكنائس الانجيلية والتقليدية يبدأ بالقول
بأننا نؤمن باله واحد . ويتبرهن من الكتاب المقدس أن الله واحد في كل كمالاته , كالقول أنه نور
أو محبة أو حق أو روح .
ونتعلم من وحدانية الله الاحتراس من تصوير وجوده جزئيآ في السماء , وجزئيآ على الأرض , لأنه أله واحد غير متجزئ موجود بكماله في كل مكان . على أن المسيحية تؤمن بشخصية الله .
أي أنها لا تؤمن بأن هذا الاله الواحد مجرد قوة أو شيء , بل هو شخص حي عاقل , واجب الوجود بذاته , له كل مقومات الشخصية, . وفي أكمل ما يمكن أن تشتمل عليه المقومات من معاني .
واذا كان من المسلم به أن خليقة الله تعكس طبيعته ولكن بشكل محدود جدا مثلمآ تعكس اللوحة الفنية الفنان الذي رسمها .
اذ هو أول كل شئ , الله المدرك لذاته, والمدرك لكل شئ صنعه .
وتؤمن المسيحية أن هذا الاله الشخص الحي الواحد ,ليس جسمآ ماديآ يمكن أن يرى أو يلمس أو يدرك بالحواس البشرية , فهو كما قال المسيح روح وهو أيضآ أبو الأرواح .
يقول الكتاب المقدس في عبرانيين 12: 9 ( ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم. أفلا نخضع بالأولى جدآ لأبي الأرواح فنحيا؟ ).
ان المسيحية تؤمن بأن وحدانية الله جامعة , أي أن الله ذو ثلاثة أقانيم الآب والابن والروح القدس , هؤلاء الثلاثة هم اله واحد وجوهر واحد .
أن الله اله واحد في الجوهر وواحد في الطبيعية ذو ثلاثة أقانيم لهم نفس الجوهر ونفس الطبيعية . أي الله حئ بروحه ناطق بكلمته . والله الآب والله الكلمة والله الروح القدس اله واحد . كما قال الغزالي ( وما الواحد أي كثرة تجمعت وما الكثرة الأ واحد تجزاء )
وكذالك الأنسان يتكون من نفس وروح وجسد والثلاثة واحد والواحد ثلاثة .
ومهم جدا أن نفهم بأن العهد القديم يكشف ويشرح جوهر وحقيقة شخص وعمل يسوع المسيح . وبالاضافة الى ذلك نجد علامات وارشادات واضحة لطبيعة الاله الحي الثلاثية . في الكتاب المقدس من أوله الى آخره .
سفر التكوين 1: 1 اشارة الى تعليم الثالوث , كورود اسم الله في صيغة الجمع ألوهيم (في البدء خلق ألوهيم السماوات والأرض ).
وفي تكوين 1: 26 (قال ألوهيم نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا ).
وفي تكوين 3: 22 (وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا ).
وفي تكوين 11: 7 ( هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم ).
وفي سفر التثنية 6: 4- 5 ( أسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد . فتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك ).هنا اشارة الى وجود الأقاليم الثلاثة في ذات الله .وكان القصد من هذه الكلمات هو اعطاء تصريح واضح عن حق وحدانية الله , أي وجود اله واحد .
وفي سفر أشعياء 6: 8( ثم سمعت صوت السيد قائلآ من أرسل ؟ ومن يذهب من أجلنا ؟).
فهذة الآيات تدل على أن الله واحد في الجوهر مثلث الأقانيم .
ان الله في المسيحية واحد. وان كان اللاهوت ثلاثة أقانيم الآب والأبن والروح القدس .
جوهر واحد وطبيعية واحدة وثلاثة أقانيم , غير أن الجوهر غير مقسوم .
فليس لكل من الأقانيم جزء خاص منه ,بل لكل أقنوم كمال الجوهر الواحد نظير الآخر .
تكوين 1 : 1- 2 ( في البدء خلق الله 2 (لاهوت الابن )
يقف الباحث في العقائد المسيحية أمام عدد من القضايآ .
وفي مقدمتها اعتقاد المسيحيين بأن يسوع المسيح الذي ولد من مريم العذراء وهو ابن الله والله الابن .
ان المسيحية دينآ وحدانيآ والمسيحيين يؤمنون بوجود اله أزلي ,يعلن لنا نفسه بأنه آب وابن وروح قدس ,ليس لوجوده بداية ولانهاية , فقد كان دائمآ, ويكون دائمآ وسوف يكون كما هو مكتوب في الكتاب المقدس في خروج 3 : 14 (فقال الله لموسى* أهيه الذي أهيه * وقال هكذا تقول لبني اسرائيل أهيه أرسلني اليكم ).
وفي سفر الرؤيا 1: 8 ( أنا هو الألف والياء , البداية والنهاية يقول
الرب الكائن والذي كان والذي يأتي ,القادر على كل شئ).
يقول في أشعياء 43: 10- 11 ( أنتم شهودي ,يقول الرب , وعبدي الذي اخترته , لكي تعرفوا وتؤمنوا بي . وتفهموا أني أنا هو ,قبلي لم يصور اله وبعدي لايكون . أنا أنا الرب ,وليس غيري مخلص )
ويقول في رسالة تيموثاوس الاولي 2: 5 (لأنه يوجد أله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الأنسان يسوع المسيح )
ومهم جدآ أن نتبع الطريق الذي أعلن الله فيه عن نفسه من خلال الكلمة (المسيح ). في هذه الطريقة يوجد عندنا ضمان أننا لانقلل من شأن وحدانية الله , ولا نهمل أعضاء الثالوث الآخرين
(الآب والروح), فالمسيح نفسه لم يفعل ذلك أبدآ. وهذا هو السبب الذي لأجله لم يصرح يسوع أو ينطق بهذة الكلمات *أنا الله *
وهناك سببآ وجيهآ وهامآ جدآ جعل يسوع أن لا يقول أنا الله .
أن يسوع خلال خدمته , لم يسلط الضوء أبدآ على نفسه فقط في كل ما قال وعمل , بل وجه الانتباه دائمآ نحو الآب , يقول الكتاب المقدس في يوحنا 5: 19 (فأجاب يسوع وقال لهم الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئآ الا ما ينظر الآب يعمل . لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك ) .
ويقول يسوع أبي يعمل حتى الآن وأنا اعمل ).
ويقول في يوحنا 1: 18 ( الله لم يره أحد قط . الأبن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر ).
لو صرح يسوع قائلآ أنا الله لكان سيعطي لنفسه وحده الألوهية الكاملة والمطلقة .
وبالتالي يكون قد أبطل طبيعة الله الثلاثية الأقانيم والتي أساسها هي الشركة والعلاقة والارتباط بين الآب والابن والروح . حينما أراد يسوع أن يعلن ويكشف عن ألوهيته, تكلم بالتحديد عن العلاقة الفريدة والصلة التي بينه وبين الله الآب ,ولقد استخدم هذة الكلمات ليصف هذا .
في يوحنا 10 : 30 (أنا والآب واحد).
وفي يوحنا 14: 9-11 (قال له يسوع أنا معكم زمانآ هذه مدته ولم تعرفني يافيلبس ,الذي رأني فقد فقد رأى الآب , فكيف تقول أنت أرناالآب ؟ ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟ الكلام الذي اكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فئ هو يعمل الأعمال ) .
ويقول في يوحنا 8: 16-18 (وان كنت أنا أدين فدينونتي حق , لأني لست وحدي , بل أنا والآب الذي أرسلني ,وأيضآ في ناموسكم مكتوب شهادة رجلين حق , أنا هو الشاهد لنفسي , ويشهد لي الآب الذي أرسلني ). ويقول في يوحنا 6: 38- 39 (لأني قد نزلت من السماء ,ليس لأعمل مشيئتي ,بل مشيئة الذي أرسلني ).
ويقول في يوحنا 5: 37 (والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي ).
ولقد لقب يسوع نفسه باستمرار مستخدمآ كلمة الابن . لقد كان واضح جدآ من ردود أفعال الجموع لهذاالكلام الذي قاله يسوع عن نفسه
يوحنا 10 : 36-38 ( الذي قدسه الآب وأرسله الى العالم ,أتقولون له : انك تجدف ,لأني قلت : أني ابن الله ؟ ان كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي .ولكن ان كنت أعمل ,فان لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال ,لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في وأنا فيه)
ويقول في يوحنا 8: 58 (قال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن )
وقال في متى 28 :18 (فتقدم يسوع وكلمهم قائلآ دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الأرض)
لو أخدنا بجدية عبارة الابن كان موجودآ منذ الأزل وهو وحده القادر على اعلانه لنا ,لذالك نحتاج أن نتبنى واقعآ شديد الجدية والأهمية , وهو أننا ان لم نقترب من الله من خلال الابن لايمكننا الحصول على أي معرفة لله.
وتوجد نقطة أخرى يجب أن تؤخد بعين الاعتبار وعادة ما نتجاهلها.
جميعنا نوافق ونجمع بفرح على أن الله محبة ,ويتفق الكثيرون أيضآ بأن الله محبة وان كانوا من خلفيات ايمانية أخرى. لكن لو تجاوزنا السطحيات وتعمقنا في هذا الأمر فانه يمكننا أن نكتشف فهمآ أعمق للطبيعة الالهية. أي منظور وحداني (يؤمن بأن الله واحد , وحدة من غير شريك ) يجبرنا أن نسأل هذا السؤال هل كان من وجود للمحبة قبل أن يخلق الله العالم والانسان ؟ وكيف كان شكل هذه المحبة ؟ وماذا كان الله يحب ؟.
في المنطق لا توجد حاجة للحب اذا كان كيان الله وحدانيآ , ويصبح للحب وجودآ حقيقيآ فقط أثناء وبعد الخلق ,
وبالتالي تصبح المحبة غير جوهرية في الطبيعة الألهية
(لأنها مضافة).
ان الطبيعة الألهية التي تجدها في الكتاب المقدس هي الوحدة ورباط المحبة الأزلية التي تجمع بين الآب والأبن والروح القدس
لقد أحب الآب الابن دائمآ بقوة الروح القدس . هذه المحبة المتبادلة الباذلة بين الثلاثة قائمة منذ الأزل وتستمر الى الأبد,لذلك فان المحبة فعليآ جوهرية في الطبيعة الالهية .
فالخليقة تصبح حينئذ النتاج الطبيعي لهذه المحبة الفياضة .
ونحن البشر الذين بالفعل خلقنا على صورة الله وشبهه , مدعوون أن ننضم لهذه العلاقة بين الثالوث الذي جوهره المحبة .
3( لاهوت الروح القدس )
لقد سمي بالروح , ليس لأن بينه وبين الأقنومين الآخرين تمييزآ في روحانية الجوهر (لأنهم متساوون في ذلك ) بل اشارة الى عمله الغير المنظور, وهو انارة أرواحنا وارشادها وتجديدها وتقديسها. ولذلك يسمى أيضآ الروح المرشد , روح القداسة ,وروح الحق , روح الحكمة , وروح السلام , وروح المحبة , لأنه ينشئ كل ذلك فينا . ولفظة القدس تميزه ايضآ عن جميع الأرواح المخلوقة.
يقول الكتاب المقدس في تكوين 1: 2 (وروح الله يرف على وجه المياه ) وهذا اشارة الى اشتراك الروح المبارك في خلق الكائنات )
يقول الكتاب المقدس في سفر أيوب 33: 4 (روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني ) .
\ويقول الكتاب في نحميا 9: 20 (وأعطيتهم روحك الصالح لتعليمهم, ولم تمنع منك عن أفواههم واعطيتهم ماء لعطشهم).
ويقول الكتاب في زكريا 4 :6 (فأجاب وكلمني قائلآ هذه كلمة الرب الى زربابل قائلآ لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود ).
ويقول الكتاب في أشعياء 63: 10 (ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه).ويقول الكتاب في مزمور 104: 30 (ترسل روحك فتخلق , وتجدد وجه الأرض ).
اذا روح الله الذي رف على وجه المياه , ودان في الانسان قبل الطوفان, وحزن بسبب تمرد الشعب , وألهم الأنبياء , ليس مجرد قوة الهية , بل هو شخص الهي . ويتضح من كل ماقيل في العهد القديم عن الروح القدس أنه الأقنوم الثالث من الثالوث .
ان الله في ثلاثة أقانيم في جوهر واحد منذ الأزل , غير أن معرفة ذلك أعلنت للبشر بالتدرج. في الععهد الجديد أعلن صراحة عن أن الروح القدس هو الله .يقول الكتاب في أعمال الرسل 5: 3-4 ( فقال بطرس ياحنانيا ,لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس . أنت لم تكذب على الناس بل على الله ).
ذكر الثلاثة الأقانيم معآ في الكتاب المقدس
يقول الكتاب المقدس في اشعياء 48 : 16 (تقدموا الي. اسمعوا هذا لم أتكلم من البدء في الخفاء .منذ وجوده أنا هناك , والان السيد الرب أرسلني وروحه).
ويقول في متى 28: 19 (فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ).
وفي متى 3: 16-17 ( فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ,واذ السماوات انفتحت له , فرأى روح الله نازلآ مثل حمامة وآتيآ عليه , وصوت من السماوات قائلآ هذا ابني الحبيب الذي به سررت ).
يقول الكتاب في يوحنا 15: 26(ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا أليكم من الآب ,روح الحق , الذي من عند الآب ينبثق ,فهو يشهد لي
يقول الكتاب في رسالة يوحنا الاولي 5: 7 (فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب , والكلمة ووالروح القدس . وهولاء الثلاثة هم واحد ).
وفي رسالة كورنتوس الثانية 13: 14 (نعمة ربنا يسوع ,ومحبة الله ,وشركة الروح القدس مع جميعكم . آميييين)