لا نختلف على جمال قصص الكتاب المقدس
تعالوا لنعرفها ونتفكر فيها ونستخرج منها دروس للحياة
التكوين 22: 2 أمر الله إبراهيم قائلًا: “خُذِ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ، ٱلَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَٱذْهَبْ إِلَى أَرْضِ ٱلْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ ٱلْجِبَالِ ٱلَّذِي أَقُولُ لَكَ”.
بعد أن تحققت كلمات الله ووهب إبراهيم الإبن الذي طالما تمناه هو وزوجته ساره لم تتوقف خطة الله هنا بل كانت قد بدأت للتو لتدبير البشرية وخلاصها ويبدو أن الانتظار الطويل لإنجاب الإبن لم يكن هو الإختبار الحقيقي
كان إسحاق طفل معجزة أنجباه إبراهيم سارة في شيخوختهم وفاء لوعد الله لإبراهيم لجعل نسله أمة عظيمة
ولكن الله قد طلب الله من إبراهيم أن يقدم ابنه الذي يحبه وانتظر قدومه محرقه
لقد كان هذا امتحان الله لإبراهيم 6:15 “فأمن إبراهيم بالرب فحسبه له برًا”. إنما الإمتحان هنا هو لمزيد من التأكيد ولإظهار بر إبراهيم للعالم
إبراهيم قد دخل ليجرب أقسى تجربة يمكن أن يجتازها إنسان وهي تقديم ابنه المحبوب للمذبح
وكان إبراهيم على استعداد لتنفيذ طلب الله
اطاع إبراهيم أمر الله غير المتوقع لأنه وثق في وعد الله وعرفه أنه صالح وجدير بالثقة
“فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ ٱثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ٱبْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ
إبراهيم لم يتمهل ولم يتردد ولم يتحدث مع أي شخص عن نيته ولكنه انطلق على الفور في الطريق وظل يمشي هو وابنه وغلاماه ثلاثة أيام
ويتألم أكثر كلما قرب من المكان الذي سيقدم فيه ابنه
وعندما وصلوا قال إبراهيم لغلاميه: اجلسا أنتما ههنا مع الحمار. وأما أنا والغلام، فنذهب إلى هناك، ونسجد ثم نرجع إليكما لقد منع إبراهيم غلاميه أن يصحباه لأنهما كانا من المؤكد أنهما سيعوقانه ويمنعانه من ذبح ابنه
إسحق كان شاباً ويقدر البعض عمره بـ 25 سنة لذلك وضع إبراهيم عليه الحطب رمزاً لحمل المسيح لخشبة صليبه
وسأل إسحق وهو يحمل الحطب: “يَا أَبِي… هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟” (آية 7)
وبدأ إبراهيم في إعداد المذبح وربط إسحاق ولم يقاومه إسحاق وعندما كان إبراهيم قد أخذ السكين وكان على وشك أن يذبحه
إذ بملاك الرب ينادى إبراهيم: “إبراهيم إبراهيم”… “لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئًا، لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني” [11-12]
فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه محاصراً في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن ابنه
فجدد الله على الفور عهده مع إبراهيم قائلاً:
الآيات 15-18: ” ونادى ملاك الرب ابراهيم ثانية من السماء 16 وقال بذاتي اقسمت يقول الرب اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك 17 اباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر ويرث نسلك باب اعدائه 18 ويتبارك في نسلك جميع امم الارض من اجل انك سمعت لقولي “
حدث تبادل في تكوين 22 الكبش مكان إسحاق يشير هذا إلى التبادل الأعظم الذي يحدث على الصليب ، ابن الله مكاننا. في يسوع ، يأتي الله بابنه الموعود به إلى الموت ومن خلاله. تمامًا مثل إسحاق ، يعفي الله البشرية لأنه أخذ الصليب على نفسه.