إبرام هو العاشر في تسلسل الآباء الذين ولدوا من سام بعد الطوفان
ومعنى إسمه أب رفيع ولكن الله غير أسمه إلى إبراهيم وهذا معناه أب المؤمنين
لقد كان إبراهيم من أعظم الرجال في التاريخ
عاش أول حياته مع أبيه تارح وإخوته في أزر الكلدانيين
(وهي تقع على نهر الفرات في منتصف الطريق بين رأس خليج فارس ومدينة بغداد الحديثة)
وبعد وفاة اخوه هاران رحل بأمر من الرب الى أرض كنعان ورافقه في هذه الرحلة اباه وزوجته ساراي و إبن أخيه لوط.
لقد أختاره الله لأنه رأى فيه رجلاً أميناً لأنه عاش بين الأوثان والكفر ولكن ظل يعبد الله بالحق واجتذب معه زوجته ساراي و إبن أخيه لوط ليعيشا حياة مقدسة في الرب
وهنا دعاه الله لأنه رأى قلباً واحداً مشتاقاً أن يلتقي به وكانت مدينة أور الكلدانيين وحاران مركزين لعبادة إله القمر
وقال الرب لإبرام وقال الرب لإبرام: “اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك” سفر التكوين 1:12
عرف إبراهيم دعوة الرب، و استطاع أن يميزها وأطاعها فوراً ودون تردد “بِالْإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي” (عبرانيين 11:8
واختار الله إبراهيم وعزله عن الوثنية التي في أور ليكون أبًا لهذا الشعب، وعندما هاجروا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى ارض كنعان مروا بحاران واستقروا فيها خمسة عشر سنه وهناك مات أبوه وكان عمره مئتين وخمس سنين.
وغادر إبراهيم حاران بعد موت أبيه تارح بناء على دعوة ثانية من الله له “وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِأَبْرَامَ: «ٱذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُرِيكَ” (تك12: 1).
خرج إبراهيم من حاران وعمره 75 سنه
تنقل في الأرض إلى أن وصل أولاً إلى شكيم سهل مورة ثم إلى بيت إيل وتابع بعدها ارتحاله نحو الجنوب.
إن إبراهيم قد اطاع الله ، والديانة الحقيقية هي الطاعة الكاملة للرب. إن طاعتنا لله تعني أننا نضع ثقتنا فيما يقوله لنا. وطاعتنا تعني أننا نُخضع إرادتنا لإرادته، فتكون حياتنا كلها لله.
الديانة ليست فريضة، وليست طقوساً، وليست صلاة في مكان مخصص للعبادة، لكنها طاعة حقيقية لله تنبع من القلب الذي يحب الله كثيراً، والذي يخضع له كثيراً والذي يريد أن يرضيه في الحياة
وليس المسيحي الحقيقي هو الذي يكثر من الصلاة، ولكنه الذي يطيع الله كثيراً. وأبن الطاعة تحل عليه البركة.
إبرام في ديار مصر
عمت المجاعة في البلاد واضطر إلى الهجرة إلى مصر وعندما اقترب قال لزوجته ساراي أن لا تخبر أحداً انها زوجته بل أن تخبرهم أنها اخته لكي لا يقتلوا إبراهيم من أجل أن يأخذوها لأنها كانت على قدر كبير من الجمال وسرعان ما تأكدت مخاوف ابراهيم فبعض رؤساء فرعون لاحظوا جمال سارة الذي كان لافتاً رغم كبر سنها فأخبروا فرعون عنها وهو بدوره طالب بها ليضمها إلى زوجاته و أُخذت ساراي إلى بيت الفرعون كان فرعون الشرير يجمع النساء الجميلات في بيته (تكوين 12:17) فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي زوجة إبرام.
عندما أكتشف الفرعون أنها زوجة إبرام استدعاه (تكوين 12:18) فدعا فرعون ابرام وقال ما هذا الذي صنعت بي لماذا لم تخبرني انها امراتك (تكوين 12 :19) لماذا قلت هي اختي حتى اخذتها لي لتكون زوجتي و الان هوذا امراتك خذها و اذهب.
وطلب منهم مغادرة مصر. غادر إبراهيم مع عربات الثروة، إن المسيحي الحقيقي يفهم مغزى القصة ولا يخفي الحقيقة مثل إبراهيم أو يقلده في تصرفه بل يأخذ الهدف من ذكر هذه القصة وهو أن الكذب لم ينجي إبراهيم بل كاد ان يفقده زوجته لولا تدخل الله ولكن الثقة في الله تنقذ من أكثر الناس بطشاً وأشد المواقف صعوبة.