ان الله يريد نساء ورجال خاضعين للكتاب المقدس وملتزمين بأكتشاف رؤية الله لحياتهم وتحديد أهدافهم وتشجيع جسد المسيح والتغلب على المعوقات والصعوبات حتى تصل رسالة الإنجيل للأمم .
سؤال افتتاحي عندما تسمع كلمة رؤيا ماهي الفكرة التى تاتي لذهنك ؟
إن الشخص الأعمى عالمه محدود بما يلمسه . والشخص الجاهل عالمه محدود
بما يعرفه . أما الشخص العظيم فمحدود برؤيته ( بول هوفي ).
الرؤية هي الإرادة الإلهية التي يستخدمها ليساعد الشخص لكي يكتشف ويعيش مقاصد الله العظيمة لحياته .
والرؤيا هي لقطة من المستقبل وتولد حماس شديداً للوصول إلى تحقيق
أفضل النتائج وبوضوح .
أن الرؤيا قوية جداً حتى أنها توضح لك الهدف والغرض من حياتك .
وتساعدك لتحديد أولويات واضحة في حياتك . والرؤيا تلهمك بالتوقعات وتعطيك دافعاً للالتزام وتزيد من إنتاجك الى أقصي درجة وبجودة ممتازة للوصول الى أقصى إمكانياتك .
بماذا تشبه الرؤية ؟
1| الرؤية تشبة عيون النسر
فالنسر يرى لمسافات بعيدة عن بقية الطيور والحيوانات . وبنفس الطريقة تسمح لك الرؤيه بأن تنظر للمستقبل وترى ببصيرة جيدة الحياة وهي غنية بالمعنى والهدف والقصد .
2| الرؤية تشبة عدسة مكبرة
فالعدسة المكبرة توضح لك الأشياء بتركيز عالي وواضح جداً والرؤية التي من الله تسمح لنا أن نرى حياتنا بوضوح وأكبر وأعظم تركيز .
3| الرؤية تشبه ضفتي نهر
فضفاف النهر تمنح المياه اتجاهاً للتدفق وكذلك الرؤية تمنحك اتجاهاً وتحفظك في الإتجاهالذي يريدك الله أن تتبعه .
وعند مواجهة عقبات تذكر أن أحد ضفتي النهر هو حماسك الذي يشجعك على احتمال المشقات . والضفة الأخري من النهر هي مواهبك الروحية التى وهبها الله لك لكي تتم دعوتك الى التمام .
لقد خلقك الله شخص مميز وله قصد في حياتك
وأكتشافك لهذا القصد هو أهم مافي الحياة المسيحية
هل أنت تعرف قصد الله لحياتك ؟ هل أكتشفت رؤية الله لك ؟
هل يمكنك أن ترى المستقبل مشرقاً جداً بحيث أنك تريد وتنوي أن تعمل مع الله لكي ترى
هذا المستقبل وهو يتحقق ؟
الطريقة التى يستخدمها الله في إعلان رؤيته لحياتك
يبدأ الأمر عندما ترى احتياج معين ثم يصبح الأمر أكثر وضوحاً عندما تدرك أن الله يدعوك لتسديد هذا الأحتياج . فقد خلقك الله لأجل قصد إلهي فيضمن تسديد هذه الاحتياجات على الأرض .
ولكي نفهم كيف يسمح الله للرؤية ان تولد في حياة المؤمنين
سوف ندرس سفر نحميا
ساقي ملك بابل وخادمه الشخصي . وكيف أستخدم الله نحميا في تغيير تاريخ شعبه .
نحميا 1 : 1 – 11 إقراء من الكتاب المقدس
خلفية تأريخية
في عام 586 قبل الميلاد أسرت مملكة بابل بقيادة نبو خذ نصر شعب أورشليم وأحرقوا الهيكل اليهودي بالنار وقد هدموا أسوار المدينة ودمروا كل شيء وسلبوا جميع كنوزها .
وقد وقع شعب الله في أسرهم فصاروا عبيداً لهم ,قد ساروا على الأقدام حوالي 1400 كيلو الى بابل . ولمدة سبعين سنه كانوا عبيدا في الأسر
. ومزمور 137 ( يتكلم كيف نرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة ) .
ثم أبتدأ الله يسترد أورشليم مستخدماً ثلاثة أشخاص هم زربابل وعزرا ونحميا .
وكانت دعوة نحميا الخاصة هي بناء أسوار أورشليم واستعادة الأمن للمدينة .
خطوات ولادة الرؤية
لقد خلقنا الله ليكون لنا قصد لكى نسعى لتحقيق ما يستحق أن نبذل حياتنا لأجله
وعندما تجد رؤية الله لحياتك لن تحتاج الى أن تمسك بها لأنها هي التى سوف تمسك بك .
وتبدأ الرؤية ببساطة بمجرد أن تلاحظ احتياجاً محدداً .
وسوف ندرس خمس خطوات لولادة الرؤية
1| أن تري الاحتياج
2| أن تشعر بالاحتياج
3| ان تتثقل بالاحتياج
4| أن تؤمن بأنه يمكنك تسديد الاحتياج
5| أن تفعل شيئاً تجاه الاحتياج
أولاً أن ترى الاحتياج
لم يكن نحميا أول من رجع من المسبين الى أورشليم فقد قاد زروبابل المجموعة الأولي
عام 537 قبل الميلاد ثم قاد عزرا المجموعة الثانية عام 458 قبل الميلاد . ثم قاد نحميا المجموعة الثالثة والكبري عام 445 قبل الميلاد واستغرقت رحلة العودة ثلاثة شهور وعندما عاد نحميا وجد أن الهيكل مبني ولكن المدينة كانت غير منظمة وبألاضافة الى أنها بدون أساسات
لقد أهتم نحميا جداً بما حدث لشعبه وقد كان يتفقد ويسأل عن حال شعبه وعن مدينة أورشليم
يقول الكتاب في نحميا 1 : 1- 2 ( كلام نحميا بن حكلنا حدث في شهر كسلو في السنة العشرين بينما كنت في شوشن القصر أنه جاء حناني واحد من أخوتي هو ورجال من يهوذا فسألتهم عن اليهود الذين نجوا الذين بقوا من السبي وعن أورشليم ).
السؤال
أقراء نحميا 1 : 3 ( فقالوا لي أن الباقين من السبى هناك في البلاد هم في شر عظيم وعار وسور أورشليم منهدم وابوابها محروقة بالنار )
أكتب قائمة في الاحتياجات التي كانت في أورشليم . هكذا سوف تبدأ رؤيتك في رؤية ما يحرك قلبك ويلمس روحك . وبذالك تكون قد اختبرت الخطوة الأولى وهي عملية بذر البذار في ولادة الرؤية . وفي الآية السابقة نجد الإجابة لما كان يشغل قلب نجميا . فعندما سمع الأخبار تجد نحميا تصور الموقف في أورشليم برغم أنه لم يذهب الى هناك من قبل .
فهو يستطيع ان يرى المدينة في دهنه فهو يستطيع أن يرى شعبه يعيش في خوف وأن يرى السوار منهدمة . لقد الهبت مشاعرة داخله .
ثانياً أن تشعر بالاحتياج
في البداية ترى الاحتياج ثم تبدأ بالشعور بالاحتياج حيث تبدأ عن قصد أن تفتح قلبك لكي تضع الاحتياج بداخلك وتضع احتياجات الناس هي احتياجاتك .
أنت هنا تبدأ بذار الرؤية في النمو بداخلك وهذة البذار هي الاحتياجات الحقيقية للأخرين .
كل منا يرى الكثير من الاحتياجات ولكن أحياناً تلد البذار امراً عميقاً في قلبك , وهذا الأمر سوف يبقى بداخلك . وكأن هذا الاحتياج قفز الى داخلك ولا يفارقك بل يذهب معك أينما تذهب .
وكأن هذا الاحتياج قد التصق بك بالروح القدس . لقد أزعجت أخبار أورشليم نحميا بشدة .
ولقد أثر هذا على نحميا عاطفياً فجلس وبكى وناح عندما أنكسر قلبه على أورشليم وما كان يواجهه شعب أورشليم .
سؤال
أقراء نحميا 1 : 4 ( فلما سمعت هذا الكلام جلست وبكيت ونحت أياماً وصمت وصليت أمام إله السماء ) . كيف كان تأثر نحميا بما سمع من أخبار ؟
ثالثاً أن الشعور بالاحتياج والتثقل به ينمو ويزداد بقوة في داخلك
فالمشاعر لا تتلاشى لكنها على العكس تزداد وبعد وقت معين سوف تجد نفسك تنتقل من مجرد شخص يلاحظ الاحتياج إلى شخص يتوق ويتمنى أن يفعل شيئاً من أجل تسديد هذا الاحتياج .
فتشعر بالحزن على ما تراه ويزداد التثقل لدرجة لا يمكن الهروب منها . وعند هذه الدرجة من التثقل تشعر بدعوة الله لك في تسديد هذا الاحتياج وبأنك شخص مختار من الله للقيام بهذا العمل .
سؤال كيف عبر نحميا عن شعورة بالتثقل نحو الاحتياج في نحميا 1: 4
ما الذي تنوي أن تفعله من أجل الرب ؟ ممكن تكتب في سطور وتتشارك به مع آخرين ؟ إعطاء فرصة للنقاش
رابعاً أن تؤمن بأنك سوف يمكنك تسديد الاحتياج
فانت تستطيع ان تفعل شيئاً تجاه هذا الاحتياج . ولكن هل فعلاً أنت سوف تعمل حقاً ؟
فالموقف الآن اصبح حرجاً لأنك سوف تكون محاسباً من الناس وكذلك محاسباً في داخلك وسوف تشعر بالمسئؤلية والثقة بان الله دعاك لتقوم بشئ ما نحو هذا الاحتياج .
وسوف تجعلك هذة الخطوة للمحاسبة من الله ومن الناس وسيكون مطلوب منك أن تكون مطيعآ لله وتسلك بالإيمان في تنفيد الرؤيا وتدرك أنها سوف تتحقق بقوة الله .
خامساً ان تفعل شيئاً تجاه هذا الاحتياج
فاذا كانت خطة نحميا في نحميا 2: 4-5 (فقال لي الملك ماذا طالب انت ؟ فصليت الى إله السماء وقلت لملك إذا سر الملك وإذا أحسن عبدك أمامك ترسلني الى يهوذا مدينة قبور أبائي فأبنيها )
وانت قد رأيت الاحتياج وشعرت به وقد وضع الرب تثقيلاً بقلبك لأجل هذا الاحتياج . والآن أنت مدرك تماماً أنك يجب أن تقوم بعمل شئ لتسديد ذلك الاحتياج فأين سوف تبدأ؟
عمل خطة تبدأ فيها بتطوير أهداف واضحة ومحددة ويمكن قياسها ويمكن تحقيقها بالإيمان وهذه الأهداف لها زمن محدد .
1| ولادة الرؤية
وبعد ولادة الرؤية تحتاج الى خطوات لتحقيق الرؤيا
1| لازم تكون الرؤية محدودة
2| وقابلة للقياس
3| وقابلة للتنفيذ
4| ولازم تكون الرؤية واقعية
5 | ومهم جداً تعمل مدة زمنية محددة لتحقيق الرؤية
أن الأهداف المحددة تمدك بخطة واضحة وعملية .
فعندما تسلك بناء على دعوة الله وؤيته لحياتك ستدرك قوة الله وستكون مستعد للمسأل’ والمحاسبة من الله والناس .
وسيتطلب تنفيذ خطتك خطوة أيمان يدفع ويقودك الى علاقة مبهجة مع الله بينما تسعي لأدراك وتحقيق رؤيته الإلهية لحياتك .
الختام
لقد كان نحميا ساقياً للملك ولم يكن له أي سلطان على حياته . ولم يكن يملك أي موارد مالية .
ولكن الله أختارة لكي يقود شعب إسرائيل لبناء أسوار أورشليم التى كانت منهدمة لأكثر من مئة وخمسون سنة فأن رجل واحد يتجاوب مع رؤية الله لحياتة يمكن أن يغير التاريخ .
لقد خلقك الله لكي يكون لك قصد لحياتك لمقابلة وتسديد الاحتياجات ولكي تصنع تأثيراً ملحوظاً في حياة الأخرين . والخطوات الخمس لولادة الرؤيا سوف تبين لك خريطة عمليه لمساعدتك في أجاد رؤية الله لحياتك .
من خلال درس الرؤية هل استطعت إدراك احتياج محدد يمكنك أن تسدده؟
اذا كانت إجابتك نعم حدد واحد يمكنك القيام به لكي تتحرك في أتجاه تحقيق الرؤية ؟
وإذا كانت الإجابة لا . أكتب قائمة بالاحتياجات التى رأيتها ولمست قلبك ومشاعرك .
عندما بدأ نحميا رؤيتة تطلب منه الأمر أثنين وخمسون يوماً فقط من وصوله لأورشليم حتى إتمام بناء السور . نحميا 6 : 15 ( وكمل السور في الخامس والعشرين من أيلول في أثنين وخمسون يوماً.)
وقد تغيرت حياة الكثير من الناس من خلال أمانته تجاة الرؤية , فتشجع وتشدد واطلب خطة الله لحياتك . وقم انت بعمل شيء محدد وستصبح أنت أيضاً صانع للتاريخ .
باستخدام مبادئ ( خطوات تحقيق ) الرؤية اعمل خطة أو رؤية لاحتياج يمكنك تسديده خلال فترة اسبوع ؟