نحن كمؤمنين بالرب يسوع نؤمن بأن أعمال الطبيعة وعقل الأنسان وقلبه وتاريخ الأمم هي مصادر لمعرفة الله ومشيئته .على الرغم بأنها لا تفي بحاجة البشر ونؤمن بأن الله قد أعطانا إعلان واضح بإستخدام بعض البشر ليتكلموا من قبله مسوقين من الروح القدس . ونؤمن بأن الله في ملئ الزمان أعلن الله عن ذاته إعلان واضح وصريح في الرب يسوع المسيح ( الكلمة المتجسدة )
ونؤمن بأن الكتب المقدسة أي كتب العهد القديم و كتب العهد الجديد هي كلمة وكل الكتب موحى بها من الله وأن كتابها وهم مسوقين من الروح القدس كتبوها بمقتضي نواميس العقل البشري ونصوصها مؤتمنة لإعلان الله عن ذاته بمقتضى نعمته وهي تشهد للرب يسوع .
ومما سبق يتضح لنا
مركزية الكتاب المقدس في حياة المؤمن المسيحي اليمني للأسباب التالية
1| أن الرب إلهنا غير محتجب ويريد أن يعلن محبته لنا نحن البشر ولقد أعد خطة الفداء قبل تأسيس العالم وقد اكتملت في عمل المسيح الفدائي وموته على الصليب مع العلم أن العلان الإلهي يحترم العقل البشري ويخاطبه بما يفهمه .
لهذا فأن الهدف من الإعلان الإلهي هو التواصل مع البشر وهدايتهم الى معرفة الله .
2| أن الإعلان الإلهي له أكثر من مستوي فهناك ثلاثة مستويات للإعلان الإلهي
# الإعلان العام في الخليقة والطبيعة
# الإعلان الفردي وهو الشهادة للضمير الإنساني بما هو صواب وخطاء .
# والإعلان الخاص في تاريخ الأمم وهذه كلها مصادر لمعرفة الله ولكنها غير كافية ولا تحقق ما يشتهيه الأنسان من معرفة الله
3| لقد أستخدم الله ناس تكلموا وكتبوا بوحى من الله ومسوقين من الروح القدس
من أجل إعلان متدرج عن الله .
ولقد أستخدم أوليك البشر المسوقين من الروح القدس مهاراتهم الثقافية فكتب البعض منهم عن طريق الشعر والبعض الاخر عن طريق التاريخ
4| إن الإعلان الكامل هو في شخص الرب يسوع المسيح الذي جاء في ملء الزمان ليحقق كل الوعود الإلهية ويعلن لنا عن حقيقية الله الآب بكل قوته ومحبته .
لهذا فإن الإعلان في الكتاب المقدس كان متدرجاً في عمقه ووضوحه
حتى صار كاملاً في المسيح .
فأن ما نقرأه في العهد الجديد أشمل وأعمق مما نقرأه في العهد القديم من حيث الوضوح
في الإعلان عن طبيعية الله .
5| أن الكنيسة على مر العصور قامت بالمحافظة على الكتاب المقدس دون تغير أو تبديل وكانت الكنيسة مؤتمنه على الكتاب المقدس عبر العصور .
لهذا فأننا نؤمن بأن الكتاب المقدس الموجود حاليا هو نفسه ما كتبه رجال الله القديسون مسوقين من الروح القدس وهو قانون متكامل وهو أساس الإيمان المسيحي بما يتضمنه
من مبادئ وقيم أخلاقية وروحية .
طبيعة كلمة الله وعملها
تيموثاوس الثانية 3 : 16- 17 (كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ ,للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح ).
الآيات السابقة
توضح لنا أن المؤمنون قادرون على تعلم الحكمة وفهم الخلاص الذي بالأيمان
بالرب يسوع من الكتاب المقدس . والكتاب المقدس كتبه ناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس لمساعدة المؤمنين الى الوصول الى النضوج الروحي لكي يسلك المؤمنون في البر .
ويهدف الكتاب المقدس إلى تربية المؤمنين تربية روحية لكي يصل أنسان الله إلى نضج كامل ويكون مستعد ومتأهب لكل عمل صالح من أجل تتميم مشيئة الله الصالحة .
يقول الكتاب المقدس في عبرانين 4 : 12 – 13
( لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته وليست خليقة غير طاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا ) .
تشير الآيات السابقة الى طبيعية كلمة الله بكونها حية لأنها تعبر عن شخص من أوحى بها وهو الروح القدس الذي يجعل من الكلمة صدي لصوت الله الحى لضمير كل أنسان .
وتشير الآيات أيضاً إلى فاعلية كلمة الله وقدرتها على إتمام مشيئة الله .
ومعنى سيف ذي حدين هو السيف الذي لا يعيقه شيء عن الاختراق لأنه مسنون من الجهتين .
ومعني حية وفعالة تشير الى إختراق كلمة الله للكيان الإنساني الى حيث يمكن التفريق والتميز بين ما هو من النفس وما هو من الروح ( مفرق النفس والروح ) وتميز أفكار القلب ونياته التي لا يعرفها الا الله وحده . ثم يذكرنا بأن كلمة الله مثل عيني الله التي لا يختفى منها شيء
بل كل شيء عريان ومكشوف أمامه .
يقول الكتاب المقدس في بطرس الثانية 1 : 19 – 21
( وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسناً أن انتبهتم أليها كما الى سراج منير في موضع مظلم ألي أن يتفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب
ليست من تفسير خاص لأنه لم تأتي نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله
القديسون مسوقين من الروح القدس) .
تشير الرسول بطرس الى الإختبار المميز الذي عايش فيه تجلى الرب يسوع على الجبل وظهور موسى وايليا معه وعن الصوت الذي من السماء هذا هو إبني الحبيب الذي أنا سررت به )
لكن بطرس يقول لنا أنه بالرغم من أن هذا الإختبار الذي لم يشترك به سواء شهود العيان من تلاميذ المسيح إلا أننا نحن جميعاً نشترك في أنه عندنا الكلمة النبوية التي تشهد عن المسيح .
وهذه النبوات مثل الصبح المنير الذي نحن نحتاجه لكي ينير لنا الظلام الذي كنا نعيش فيه .
ومعنى طلوع كوكب الصبح في قلوبنا هو إستعلان الرب يسوع في قلوبنا .
لأن قلوبنا هي المكان المظلم والرب يسوع هو النهار الكامل .
أن تفسير جميع نبوات الكتاب المقدس هي الإشارة الى الرب يسوع المسيح والى الفداء
وهي خطة الله . لذلك تقول الآيات ليست من تفسير خاص أي ليس لها تفسير آخر
غير إعلان الرب يسوع والمسيح والخلاص .
نحن في الكنيسة اليمنية نعطى للكتاب المقدس ( كلمة الله ) الأهمية الأساسية والمركزية
في برامج عبادتنا .
وذلك باستخدامه في المجالات الآتية
1| كلمة الله والأيمان
أن الإيمان يأتي من الثقة في المواعيد الإلهية التي تقدمها كلمة الله . فنحن نؤمن بالله ضابط الكل والقادر على كل شيء الذي لا يتغير وكلامه لا يسقط أبداً .
كلما تعمق المؤمن في دراسة كلمة الله فأنه سوف يتعمق أكثر في معرفة الله وطرقه ويستطيع أن يثق في أن الله قادر على تحقيق وعده بالخلاص والتغير .
2| كلمة الله والصلاة
يتعلم المؤمن صلاة الحمد والشكر والتسبيح من سفر المزامير ونتعلم صلاة التشفع من أجل الأخرين من أبطال الأيمان وصلواتهم المذكورة في الكتاب المقدس .
ونتعلم الخضوع والتسليم الكامل لربنا عندما نصلي في خشوع ونسكب نفوسنا
بالتوبة وإنسحاق روحي أمام الله .
3| الوعظ والتعليم الكتابي
نحن كمؤمنين يمنيين نؤمن أن الكتاب المقدس له أهمية مركزية والأساسية
في خدمة الوعظ والتعليم والكرازة في جميع إجتماعاتنا الروحية في الكنيسة .
4| التعبد الشخصي والعائلي للمؤمنين
تشجع الكنيسة اليمنية جميع المؤمنون على المواظبة على قراءة الكتاب المقدس بشكل يومي في قراءات قصيرة مع التأمل والصلاة والعبادة من أجل النمو الروحي للمؤمن من خلال دراسة كلمة الله
وبنفس الأهمية نشجع على العبادات العائلية اليومية بقراءة كلمة الله من أجل النوء الروحي لجميع أفراد الأسرة المؤمنة .
5| المشورة الكتابية للمؤمنين
أن كلمة الله في الكتاب المقدس وبالصلاة وخضوعنا لقيادة الروح القدس
سوف نستطيع من معرفة حكمة الله المتنوعة التي نستطيع من خلالها من تقديم
المشورة الرعوية التي يحتاجها المؤمنين في مواجهة أزمات الحياة وإتخاذ القرارات المصيرية