قايين وهابيل
سفر التكوين الإصحاح 4
سنتكلم في هذه القصة عن أول جريمة قتل حدثت في العالم لنبدأ قصتنا..
بعد أن خرج آدم وحواء من الجنة انجبا أول أبن لهما وهو أول إنسان يولد على وجه الأرض وسمياه قايين وبعده رزقا بولد ثانٍ وسمياه هابيل
وعندما كبرا واشتد ساعدهما أصبح قايين عاملاً في الأرض يزرع ويحصد الحبوب والفواكه والخضار، وأصبح هابيل راعي للغنم
ولأن آدم وحواء لم يستطيعا التحدث مع الله كما في السابق فقد كانا يريدان الإقتراب من الله عن طريق مذبح بنياه من الحجر وكانا يضعان عليه القرابين
وذات يوم جلب قايين وهابيل تقدمة لله فأحضر قايين أنواع من الحبوب والفواكه أما هابيل فقد ذبح واحد من أفضل أغنامه
لقد قدم قايين من ثمار الأرض ولكنه أراد فقط أن يقدم أي شيء ولم يفكر بأفضل ما عنده (قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ) سفر التكوين 4: 3 ولكن هابيل آمن بالله وفكر في تقديم أفضل ما عنده ( قَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا ) سفر التكوين 4: 4
فتقبل الله الذبيحة ولم يتقبل قربان هابيل لأن الله دائمًا لا ينظر فقط للمنظر أو للأفعال، ولكنه يهتم بما يعتمل في القلب (وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ) عبرانيين 11: 6
(بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ للهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ. فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ) رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 11: 4
وتقبل الله ذبيحة هابيل لأنه كان رجلاً صالحاً يحب الله ويحب أخاه ورأى الله فيه الإيمان الصادق بينما كان قايين حقوداً انانياً ولا يحب أخاه
وأيضاً لأن الذبيحة الدموية تحمل رمزًا لذبيحة السيد المسيح القادر وحده علي مصالحتنا مع الآب خلال بذل دمه عنا
إذ كان لابد من الفادي الحقيقي الذي يأتي في ملء الزمان لكي يطلب ويخلص ما قد هلك (أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ) لوقا19:10
غصب قايين وتجهم وجهه لأن الله لم يتقبل منه تضحيته وضمر الشر لأخيه وذات يوم قال لهابيل هلم نذهب إلى الحقل وهناك ضربه ضربة شديدة فقتله
وكانت هذه هي اول جريمة قتل في التاريخ البشري لقد قتل أخاه بسبب الحسد والغل.
سأل الله قايين أين هابيل اخوك فقال قايين لا أعرف أحارس انا لأخي؟!
وهنا كذب قايين على الله فقال له الله (ماذا فعلت؟ إن صوت دم أخيك يصرخ إلي من الأرض) تكوين 10:4
وعاقبه الله (فمنذ الآن تحل عليك لعنة الأرض التي فتحت فاها وابتلعت دم أخيك الذي سفكته يدك) تكوين 12:4
وكان أول إنسان يُلعن على الأرض.
