لا يختلف اثنان مهما كانت خلفياتهم ودياناتهم عن أن يسوع المسيح يختلف عن كل الأنبياء والمفكرين ومؤسسين الديانات . فالمسيح قد قسم التاريخ الى قبل ميلاده وبعد ميلاده وبرغم الفترة البسيطة التي عاشها على الأرض .
وأكثر الناس لا تعرف شخصية المسيح وعندما تسئلهم عن المسيح فالبعض يقول لك أنه نبي أو رسول مع أن هذا القول يتناقض مع ما يقوله المسيح عن نفسه ؟
ولكي نتمكن من الإجابة عن من هو يسوع المسيح نحتاج الى المعرفة الكاملة والعميقة عنه وهذه هي خطوة مهمة وجيدة لبداية رحلة إيماننا الشخصي و كذلك عندما نتحدث مع الأخرين عن يسوع المسيح ونقدمه للأخرين من حولنا .
عندما نقرأ الكتاب المقدس نستطيع أن نتعلم الكثير عما قاله يسوع المسيح عن نفسه ؟
عندما ندرس ما فعله المسيح في حياته على الأرض نصل لفهم أشمل وأعمق عمن هو يسوع المسيح وماذا جاء ليفعل على الأرض ؟
يقول الكتاب المقدس في متى 16 : 13 – 16
( وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ).
توضح لنا القراءة العميقة للأناجيل أفعال وشخصية يسوع المسيح لقد صنع الكثير من المعجزات العظيمة ولقد كلم الناس بحكمة عظيمة وأحب جميع الناس وخدمهم بتحنن ورحمة .
لكنة قال أيضاً عن نفسة أنه ابن الله الآب وأنه هو المسيا .
أن الهدف من معرفة من هو يسوع أين ومتى عاش؟ وما الذي قاله عن نفسه؟ مهم جداً لمعرفة يسوع المسيح.
أولاً يسوع في التاريخ
تتحدث الكثير من ديانات العالم عن الرب يسوع ويقولوا عنه أنه شخصية مهمة في التاريخ أو هو معلم أخلاقي جيد والرب يسوع قد قسم التاريخ قبل مجيء المسيح وبعد مجيء المسيح .
ثانياً متى عاش
يقول الكتاب المقدس والسجلات التاريخية أن يسوع ولد في بيت لحم في اليهودية، قرب بداية القرن الأول
وهناك العديد من الآيات في الكتاب المقدس التي تساعدنا على معرفة الوقت الذي ولد فيه الرب يسوع .
متى 2 :1 يخبرنا أن يسوع ولد في عهد هيرودس الملك الذي مات عام 4 م.
لوقا 2 :2 يخبرنا أن يسوع ولد أثناء حكم كيرينيوس والي سورية. هناك سجلات لكيرينيوس تضمنت اليهودية في عام 6 م.
لوقا 3 :1 – 2 يخبرنا أن يسوع اعتمد أثناء العام ال15 من حكم طيباريوس قيصر، عندما كان بيلاطس البنطي والي على اليهودية.
كل هذه التواريخ المذكورة تخبرنا أن يسوع المسيح هو شخص حقيقي وليس شخصية أسطورية .
ثالثاً نسب يسوع المسيح
كان يسوع متفردا في أصله و تسجل الأناجيل أنه لم يولد بالطريقة الطبيعية، لكن ميلاده كان عذراوي فقد حملت به أمه مريم من الروح القدس وليس من خلال علاقة جسدية.
يوضح لنا إنجيل متى نسب الرب يسوع من جهة نسب يوسف الوالد الأرضي الذي تبني الرب يسوع فهو ينتمي إلى إبراهيم من خلال داود ولأن يوسف كان البكر ففي شريعة اليهود هذا يجعل يسوع سليل إبراهيم ووريث لعرش الملك داود .
ويوضح لنا إنجيل لوقا 3 : 23 – 38 ( نسب الرب يسوع من خلال داود وصعوداً الى آدم . وهذا هو نسب مريم أم يسوع التي كان والدها هالي وهذا يثبت أن يسوع بحسب قرابة الدم وبحسب التبني كان من عائلة الملك داود)
ولقد جاء الرب يسوع تتميم للنبوءات العهد القديم عن ملك يأتي ليملك الى الأبد من نسل داود وهذا الملك الأبدي هو الرب يسوع نفسه .
رابعاً حياة وخدمة الرب يسوع
أن ما تسجله لنا الأناجيل الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا وهي عبارة عن وجهات نظر مختلفة تخبرنا عن حياة وخدمة الرب يسوع وسوف نذكر بعض ما جاء في الأناجيل عن الرب يسوع
1\ لقد تربى الرب يسوع في الناصرة في الجليل وسافر في أرجاء المنطقة وأنهى خدمته في أروشليم
2| لقد تعلم الرب يسوع النجارة من أبيه بالتبني يوسف متى 13 : 55
3| كان لدية العديد من الأخوة ( يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان ) .
4| مع أن الرب يسوع كان محاوراً ومناقشاً ولكن الكتاب لم يذكر لنا أنه تلقى التعليم بشكل رسمي بخلاف ما تعلمه في الهيكل
5| لقد تعمد على يد يوحنا المعمدان .
6| لقد كان الرب يسوع يعلم في المجامع وفي الشوارع ومختلف الأماكن ولقد صنع المعجزات .
7| لقد كان لدية العديد من التلاميذ والأتباع .
8| لقد حوكم لأنه قال عن نفسه أنه ابن الله وأنه هو المسيا ولقد حدثت هذه المحاكمة في المحاكم اليهودية على يد رئيس الكهنة قيافا . ولقد حكم عليه بيلاصس النبطي الحاكم الروماني بالموت على الصليب .
9| لقد صلب الرب يسوع ومات على الصليب ودفن في قبر وفي اليوم الثالث قام من الأموات ولقد شاهد قيامة العديد من الأشخاص
يقول الكتاب في كورنتوس الأولي 15 : 3 – 8 ( فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ).
ما الذي قاله الرب يسوع عن نفسه ؟
عند دراستنا للتاريخ ماذا قال عن الرب يسوع وما يمثله المسيح لنا اليوم يجب أن نفهم ما قاله الرب يسوع عن نفسه وماذا قال الأخرون عنه . فأقوال الرب يسوع ليست غامضة ولكنها توضيح وإعلانات واضحة عمن هو الرب يسوع وما جاء ليفعله على الأرض .
واقوال الرب يسوع ليست مجرد ادعاءات لشخص كان مجرد نبي او شخص يريد ان يكون معلم صالح ولكن أقوال الرب يسوع هي أكثر من ذلك .
1| لقد قال الرب يسوع أنه الميسيا عندما كان يتحدث مع المرأة السامرية وقال لها بوضوح هو المسيح في يوحنا 4 : 26
2| لقد قال عن نفسه أنه بلا خطيئة في يوحنا 8 : 46- 47 ) وقال أنه لا يقدر أحد أن يجد له خطيئة .
3|قال عن نفسه أنه ملك اليهود في يوحنا 10: 36- 38 ( إِنِّي ابْنُ اللهِ )
وفي لوقا 23 : 40 – 43 )
ولقد فسر الرسول بولس هذا الإعلان في كورنتوس الثانية 5: 21 ( أَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ )
4| قال عن نفسه أنه هو الطريق الوحيد الى الله. لقد علم الرب يسوع الناس أنه الطريق الوحيد لله ولقد أستخدم كلمة أنا هو (أَهْيَهْ) وهي نفس الكلمة التي أستخدمها الله ليعرف بها عن نفسة في خروج 3 : 14 (فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ» ).
5|قال عن نفسه أنه كائن قبل إبراهيم في يوحنا 8 : 58 (الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ ).
6| قال عن نفسه أنه هو الباب الوحيد في يوحنا 10 : 9 ( أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى)
7| قال عن نفسه انه الراعي الصالح في يوحنا 10 : 11 ( أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ )
8| قال عن نفسه أنه هو القيامة في يوحنا 11: 25 ( أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا )
9| في يوحنا 14 : 6 ( أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي)
10| قال عن نفسه أنه يغفر الخطايا في لوقا 5 : 20 -21 )( لوقا 7 : 48 – 49 ) .
11| قال عن نفسه أنه يعطي المؤمنين حياة أبدية في يوحنا 10 : 28 – 30 )
ما الذي قال الأخرون عن الرب يسوع
أن الاسفار المقدسة التي تتبع الأناجيل الأربعة في العهد الجديد هي أسفار كتبت للكنائس المختلفة على يد الرسل الذين شاركوا الإعلان الذي استقبلوه من الله وتفسر هذه الرسائل بعض الأقوال التي قيلت عن المسيح في الأناجيل .
بعض الأقوال التي قالها الأخرون عن المسيح
1\ لقد دعي الرب يسوع ابن الأنسان وهذا لا يجعله اقل من الله لكنه يتشارك معه في نفس القدرة والسلطان والكرامة وأيضاً عرف الرب يسوع عن نفسه بالابن الذي أتى من الآب
في رسالة يوحنا الأولي 5 : 20 ( وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ )
وفي متى 14 : 33 ( وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!» )
وفي لوقا 22 : 70 ( أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ)
وفي يوحنا 20 : 31 ( وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ)
لقد كان الرب يسوع يحب استخدام أسم ابن الأنسان ويذكر أسم ابن الأنسان في العهد الجديد 88 مرة مع العلم أن المسيح إله كامل وإنسان كامل ويقول الكتاب المقدس
في سفر دانيال 7 : 13 – 14 ( كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ )
ولقد حذر الرب يسوع كل من يتكلم بالشر على ابن الإنسان فقد جدف
في متى 12 : 40 (( — ابْنُ الإِنْسَانِ — )
و متى 16 : 27 ( فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ)
اعمال الرسل 7 : 56 ( هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ )
2| لقد قالوا عنه المسيح أو الميسيا أو مسيح الرب
لقد كان اليهود ينتظرون بشوق مجيء المسيا أو المسيح الذي سيخلصهم وكانوا يتوقعون وقتئذ عسكرياً أو ملكاً ليخلصهم من الاضطهاد السياسي من قبل الرومان .
لكن الرب يسوع أتى ليخلصهم من نفوسهم الخاطئة .
لقد أدرك اتباع يسوع أنه قد أتم النبوءات عن المسيا وان كلمة المسيح هي تعني الشخص الممسوح .
وكلمة الرب معناها الحاكم أو الملك . وكلا الكلمتين تشيران للمسيا
يوحنا 1 :40 – 42 ( ———– قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا—-)
غلاطية 3 : 16 (—– وَفِي نَسْلِكَ الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ )
3| لقد عرف كتاب الكتاب المقدس الرب يسوع على أنه كلمة الله ويشير هذا اللقب الى أن يسوع هو أزلي وكائن قبل ميلاده الجسدي في بيت لحم .المسيح هو الذي خلق العالم .
وكلمة الله تعني أرادة الله وطبيعته قد أعلنت في الرب يسوع المسيح
في يوحنا 1 : 1- 3 (فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ ——-)
يوحنا 4 : 25 -26 ( أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ——— أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ )
يوحنا 14 : 9
كولوسي 1: 15 – 17 ( الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ ——
لقد قال الرب يسوع عن نفسه أنه الله القدير . هو الله الظاهر بالجسد وهو أزلي وجميع الخليقة خلقت بواسطة والكل له وبه قد خلق وانه هو يغفر الخطايا ويحيي الموتى
في يوحنا 11: 25- 27 ( وقَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا )