• هل قام القرآن بنسخ الكتاب المقدس
• في سورة البقرة الآية 106 مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا
لقد شاع بين المسلمين رأى بأن القرآن نسخ الكتاب أي ابطله كما نسخ الإنجيل و التوراة من قبل: فهؤلاء القوم يقولون بنسخ كتاب بكتاب ودين بدين وشريعة بشريعة.
هذا الزعم لا أساس له في القرآن.
• في الإنجيل في متى الإصحاح الخامس
• يقول السيد المسيح صراحة في إعلان شريعته على الجبل: لا تظنوا انى جئت لانقض الناموس او الأنبياء: ما جئت لانقض بل لأكمل ! الحق اقول لكم، أنه إلى ان تزول السماء والأرض لا يزول من الناموس ياء ولا نقطة حرف حتى يتم الكل”
وقد فسر القديس بولس في رسالته إلى (روما 2 : 14 – 15 )
معنى هذا التكميل: فالعقيدة واحدة، والشريعة الخالدة واحدة قد طبعها الله في طبيعتنا قبل أن ينزلها على موسى في الالواح “فإذا ما الأمم الذين ليس عندهم ناموس عملوا طبيعياً بما هو في الناموس، فهؤلاء الذين ليس عندهم ناموس هم ناموس لأنفسهم إذ يظهرون أن ما يفرضه الناموس مكتوب في قلوبهم، وضميرهم يشهد”
ولكن هناك بعض الأحكام الثانوية المرتبطة بزمان ومكان فهي عرضة للتحول والتطور والتكميل ليس من قبل المشترع الإلهي بل على ما يقضى رقي البشرية وحاجتها على مدى العصور:
وليس هذا من النسخ في شئ.
والقرآن يجهل قضية نسخ دين بدين جهلاً تاماً. لا بل كله روحاً ونصاً ينفى تلك البدعة المسندة إليه.
• القرآن ينكر أولاً نسخ عقيدة التوراة والإنجيل.
فالقرآن يعلم أن عقيدة الكتاب والقرآن الجوهرية، أي التوحيد، هي واحدة فكيف ينسخها؟
كل أنبياء الله قد كرزوا بالتوحيد:”
( سورة الأنبياء الآية 25وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ “ الأنبياء 108
ولا يوحى إلى محمد الا التوحيد:” قُلْ إِنَّمَا يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ”؟
فكيف يمكنه ان ينسخ هذا التعليم؟ والمسلمون يؤمنون بالكتاب كله وبالذي أنزل إليهم والذي أنزل إلى اليهود والنصارى (عنكبوت 46) فكيف ينقض الوحى بعضه بعضاً؟ ويعلن مراراً أنه لا يفرق بين أحد من رسل الله، ونحن له مسلمون
( سورة بقرة الآية 4 ) ( سورة ال عمران الآية 114 ) (سورة النساء الآية 162).
• فكيف يبطل نبي نبياً ويعطل دعوته؟
والدين عند الله الإسلام، من نوح إلى محمد: ” شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ “
(سورة الشوري الآية 13)
فكيف يجسر أحد بعد هذا التصريح وغيره أن يقول بأن القرآن أو الإسلام نسخ ما قبله؟
من أين تراهم جاؤوا بهذه البدعة .
والقرآن يأمر بالإيمان بالكتاب فكيف ينسخه ! يطلب إيمانا ً واحداً بالكتابين ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا” (سورة النساء الآية 136 )
فكيف يجوز ان ندعي بأن القرآن قد ابطل الكتاب؟
ويعلن إيمانا ً واحداً بجميع الأنبياء (آل عمران الآية 179 )
فكيف ندعي أنهم يدحض بعضهم بعضاً؟
ويجعل الإيمان بالتوراة والإنجيل وانبيائهما ركنا من أركان الإسلام: ” لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ “
( سورة البقرة الآية 177) فكيف نقول إن الإسلام نسخ ما قبله ! وكيف يأمر القرآن بالإيمان بما ينسخه ويبطله ويلغيه !!
• والقرآن تصديق الكتاب فكيف ينسخه ! “
وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَٰبٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ ” (سورة البقرة الآية 41) “وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ ” ( سورة ال عمران الآية 3 ) فكيف ينسخ ما جاء تصديقا له ! ” الله الحى القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه (قبله) وانزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس “
فهل بطل هذا الهدى وقد جاء القرآن ليصدقه!
ما هذه البدعة التى تفترى على القرآن نقبض ما يعلم صراحة ! ان إمامه في الهدى كتاب موسى وهو تصديق له:” ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة وهذا كتاب مصدق لساناً عربياً لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين ” (إحقاق الآية 12 )
فكيف ينقض القرآن هدى إمامه وهو يصدقه؟ ! من خصائص الكتاب إمامته للقرآن
ووظيفة القرآن تصديق الكتاب إنذاراً للعرب المشركين وبشرى للكتابيين المحسنين:
فكيف تنقض النسخة الأصل؟
وفى سورة المائدة الآية 46 نظرية القرآن النهائية في علاقة الإنجيل بالتوراة وعلاقة القرآن بهما: يصدق بعضهما بعضاً ويشهد بعضهما لبعض: ” وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور، ومصدقاً لما بين يديه(قبله) من التوراة…وانزلنا إليك يا (محمد) الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه (قبله) من الكتاب ومهيمنا عليه” فالقرآن رقيب للكتاب، شاهد للتوراة والإنجيل، فكيف ينسخها؟
• والقرآن تفصيل الكتاب فكيف ينسخه؟ “
ما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله، ولكن تصديق الذى بين يديه(قبله) وتفصيل الكتاب، لا ريب فيه، من رب العالمين “ ( يونس الآية 37 ) ” جاء تصديقاً أي مطابقاً لما تقدمه من الكتب الإلهية المشهودة على صدقها، ولا يكون كذباً ! كيف لا وهو لكونه معجزاً دونها، عيار عليها، شاهد على صحتها. وتفصيلاً للكتاب أي تفصيل ما أثبت وحقق من العقائد والشرائع ” (البيضاوي)؛ إن رب العالمين يفصل في القرآن عقائد وشرائع الكتاب، فكيف نقول إنه ينقصها؟ ويقول القرآن عن نفسه أنه تفصيل الكتاب للعرب:” أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا”(الأنعام الآية 114 )
فكيف نفتري عليه ونقول أنه ينسخه؟ أنها مقالة سوء يقصد بها باطلاً!
أصول الدين والتوحيد هدى أبداً لا تنسخ على الإطلاق
• ينكر القرآن نسخ شريعة الإنجيل والتوراة.
قالوا لم ينسخ القرآن عقيدة الكتاب بل شريعته. كلا !بل نقل للعرب حسب رأيه شريعة الكتاب: “رَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ “(شورى الآية 13 )
فكيف يبطلها؟ لقد شرع لجميع الانبياء شريعة واحدة وأمرهم أن يقيموها ويعملوا بها، ولا يتفرقوا فيها، فكيف نزعم أن القرآن ينقض شريعة من تقدمه؟ يعلن القرآن عن نفسه أنه يهدى العرب إلى سنن اهل الكتاب “يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ” سورة النساء الآية 26
فكيف يهدي القرآن إلى شرائع الانبياء وندعي انه ينسخها؟
• والقرآن يأمر أهل الكتاب بالعمل بما في أحكام كتابهم
• فكيف نقول انه ينسخها؟ يأمر أهل التوراة ان يحكموا بما انزل الله فيها: ” إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ… وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ”
(سورة المائدة الآية 44) فهل ناقض الله نفسه ونسخ هذا الأمر؟ وأين؟ ثم يأمر أهل الإنجيل أن يحكموا بما أنزل الله فيه: “وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه” ( سورة المائدة 47 )
فهل سنها الله وأبطل أمره؟ ويؤكد القرآن أمره:
“قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ “
(المائدة الآية 68 ) ويرغبهم في العمل بأحكام كتابهم: “وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ” (المائدة الآية 66 )
ألا تناقض نظرية النسخ تعاليم القرآن كلها؟؟