يقول الكتاب المقدس في رسالة روميا 10 : 15 ( وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟)
مقدمة
من الغريب أن بعض المؤمنون يستغربون وهم يشوفوا المرسلين وهم يعبروا عن احتياجهم للمساندة في بعض النواحي . ومهم جداً أن يفهم المؤمنون في الكنيسة أن المرسلين محتاجين الى من يسمعهم ويساندهم ويفكر بهم .
الأساس الكتابي
كان الرسول بولس من أول المرسلين الذين شعروا باحتياجهم الى فريق يساندهم فقال في رسالة روميا (وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ ) . وبهذا لقد وضع لنا الرسول بولس أساس الكرازة
على مستوين 1| الذين يذهبوا 2| والذين يرسلونهم .
لقد بداء الرسول بولس باقتباس قول النبي يوئيل ( كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ ) في روميا 10 : 13 ) ثم في تسلسل منطقي يفهمه العقل الروماني تساءل فكيف يدعون بمن لن يؤمنوا به ؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به ؟ وكيف يسمعون بلا كارز ؟ .
وفي عالمنا اليوم يوجد الكثير من البشر لم يسمعوا رسالة الإنجيل وكيف يسمعون بلا كارز ؟
أي بلا مرسل يذهب من أجل توصيل رسالة الإنجيل إلى الناس في المناطق المحرومة .
والرسول بولس يطرح سؤالاً وكيف يكرزون إن لم يرسلوا ؟
وهنا يتضح لنا أن فريق الكرازة يتكون من شخصين ( من يذهب ) (ومن يرسل , فيخدمون بأن يرسلوا ) وكلاهما مهم وعليه أن يتحمل نصيبه في تنفيذ التكليف العظيم متحدين في الهدف
ولقد وعدهما الله بالنجاح فهم فريق يعظم انتصاره .
عندما نقرأ رسائل الرسول بولس نشوف كيف كان يتكلم عن فريق المساندة الذي شاركه في خدمته فلقد مدحهم في بعض الأوقات وفي أوقات أخري عبر لهم عن شعورة بالوحدة لأنه فارقهم وفي بعض الأوقات فقد شجعهم .
ولا زالت الحاجة عظيمة الى يومنا هذا لفريق يساند من يذهب للتبشير بالأخبار السارة .
احتياج المرسل الى المساندة المعنوية
يقول الكتاب المقدس في يشوع 1 : 9 ( أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ ).
أن المساندة المعنوية هي أساس كل المساندات الأخرى ويمكن لكل عضو في الكنيسة أن يشترك فيها .
والسؤال هنا هل كان أبطال الإيمان في الكتاب المقدس من نساء ورجال محتاجين الى مساندة معنوية ؟
1| داود ( وَأَمَّا دَاوُدُ فَتَشَدَّدَ بِالرَّبِّ إِلهِهِ )
لقد رفض الرب أبناء يسي السته لأنه ليس كما ينظر الإنسان .
صموئيل الأولي 16 : 7 – 13 (الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ) وبقي داود الصغير فجاءوا به من الحقل حيث كان يرعى الغنم فقال الرب لصموئيل قم امسحه لأن هذا هو وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعداً و وكان روح الرب على دواد وهو يعارك جليات الجبار وكان روح الرب معه وهو يعاني من جنون شاول الملك ومن حرب الأعصاب وهو يهرب من مكان إلى مكان أخر وهو يصارع ليقود 600 رجلاً كانوا يتبعونه .
لقد كان داود ورجاله مع الفلسطينيون وهم يحاربون بني إسرائيل ولكن الفلسطينيين لم يوثقوا في داود ورجاله ولهذا عاد داود ورجاله الى مدينة صقلغ ليكتشفوا أن العماليق قد غزوا المدينة وأحرقوها وسبوا النساء والأطفال وبكوا حتى لم تبقى لهم قوة للبكاء فتضايق داود جداً لأن الشعب قاموا برجمه ,اما داود فتشدد بالرب إلهه . صاموئيل الأولي 30 : 4 – 6
ومهم جداً ان نتخيل المعاناة الجسمانية التي عاناها داود بعد سفر ثلاثة أيام للعودة من ميدان القتال الى مدينة صقلغ ورفض الفلسطينيين له وخسارة عائلته وعائلات رجاله والمعركة الذهنية داخل نفسه وهو يتساءل يا رب أنا ملك إسرائيل الممسوح فمن أين يأتي العون المعنوي لداود ؟
لكن فريقة المساند قام برجمه . ولكن داود شدد نفسه بالرب .
2| المسيح ( هُوَذَا السَّاعَةُ قَدِ اقْتَرَبَتْ )
بعد داود بأحد عشر قرناً جاء المسيح في ظروف أخري وقال لفريقه المساند ( نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي ).
أن الرب يسوع وهو الله المتجسد وحامل خطايانا وهو حمل الله المعروف من قبل تأسيس العالم
دخل في أعظم معركة في التاريخ . و احتدمت معركة الإرادة ولقد قال المسيح بكل إنسانيته يا أبتاه لتعبر عني هذه الكأس .ألا توجد طريقة أخرى لفداء الإنسان الساقط ورجوعه لك ؟
ولا يوجد سبيل أخر لفداء الإنسان الساقط غير الصليب ولقد أحتمل الرب يسوع الآلام النفسية والروحية التي كان يجب أن يتحملها البشر الساقطون فسال عرقه كقطرات دم .
ولقد سأل المسيح تابعيه مرتين (أَهكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ )
ثم قال ( هُوَذَا السَّاعَةُ قَدِ اقْتَرَبَتْ).
لقد كان التلاميذ الثلاثة فريقاً مسانداً ولكنهم لم يحسوا بمعاناة معلمهم تلك الليلة
و راحوا في نوم عميق .
أن الكتاب المقدس يذكر لنا أبطالاً آخرين احتاجوا إلى المساندة .
لما عرف يوسف أن خطيبته مريم حبلى أراد تخليتها سراً .
وعندما هاجم شيوخ اليهود المولود أعمى قال أبواه هو كامل السن اسالوه
فهو يتكلم عن نفسه( يوحنا 9 : 21 ) .
وعندما أعلن بولس انه ذاهب الى أورشليم تنبأوا له أن شدائد تنتظره ونصحوه بعدم الذهاب .
يذكر لنا الكتاب المقدس أنه :
1| بعض الناس قد أضاعوا أنفسهم في العالم فلا يساندوا مسحاء الرب بل يحاولوا رجمهم كما فعل رجال داود .
2| لقد نام التلاميذ لأنهم لم يفهموا خطة الله لخلاصهم وخلاص العالم .
3| البعض من المؤمنين يهتموا لرأي الأخرين .
4| البعض من المؤمنين يفضلون حياة الراحة ويسيطر الخوف على حياتهم .
5| البعض من المؤمنين يشككون في الرؤيا ونجاح الإرسالية كما حدث مع بولس .
اليوم تحتاج الكنيسة الى إرسال مرسلين قرروا أن يكونوا جنود صالحين
في جيش الرب يسوع . فما هي نوع المساندة التي يتوقعوها .
سيبقى المرسل يعمل عمل الرب وحيداً في مواجهة الأعداء والمقاومين
مالم تقدم له المساندة في الوقت الصعب .
أن الإسناد المعنوي هو نقطة البدء في الإرسالية . وهو أن يتمنى المساندون
للمرسل سفراً سعيداً ومهم جداً ان يشعر قلب المرسل بهذه المساندة .
بعض العوامل التي تسند المرسل
1| الرب يسوع هو حجر الزاوية
أن حجر الزاوية هو نقطة البداية وهو مهم جداً للأساس واذا وضع في مكانة الصحيح فأنه يحدد الارتفاع والطول والعرض . يقول الكتاب في أشعياء 28 : 16 (لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرًا، حَجَرَ امْتِحَانٍ، حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيمًا، أَسَاسًا مُؤَسَّسًا: مَنْ آمَنَ لاَ يَهْرُبُ )
ونحن نستمد من حياة الرب يسوع وتعاليمه المساندة المعنوية التي نحتاجها .
يقول الكتاب في متى 12 : 20 ( قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ ) . أن الرب يسوع لا يقصف الضعيف ولا يطفئ أوهى شعلة أنه لا يتركك وقت اليأس لكنه يرفع القصبة المرضوضة ويقول أين هم المشتكون عليك ؟
( أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً ) يوحنا 8 : 1- 8 ).
والرب يسوع يلتقي بالفتيلة المدخنة ليلاً كما فعل مع نيقوديموس الذي جاء ليلاً خوفاً من اليهود فعلمه عن الولادة من الماء والروح . ( يوحنا 3 : 1- 21 )
وفي يوحنا 21: 15- 18 الرب يسوع يلتقي ببطرس بعد أن أطفأت دموعه نار غيرته للمسيح فبعث أكسجين محبته في الجمرات شبه الخامدة بأن سأله أتحبني ؟ أرع غنمي .
لقد رفض الرب يسوع أن يدين لكنه شجع لسدد البناء كما يفعل حجر الزاوية وكما يجب أن يفعل الذين يرسلون المرسلين ومن أجل تقديم خدمة المساندة الناجحة لابد أن تكون تلميذاً للرب يسوع .
يقول الكتاب في يوحنا 20 : 21 ( كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا )
2| البساطة في الخدمة
بعد وضع حجر الزاوية نستطيع أن نتقدم في البناء فنضع حجر الأساس الأول ويكون بأن تفعل كل شيء بدون تعقيد ومهم أن تكون بسيطاً وأعظم مثال لك هو الرب يسوع عندما قام بفعل كل شيء ببساطة فعندما طلب منه أن يدفع الجزية سأل عن الصورة التي على العملة فأجابوه انها للقصير فقال أعطوها له ولا تنسوا حق الله عليكم .
لقد كانت خدمة الرب يسوع عميقة لكنها كانت بسيطة وكان أسلوب حياته خالياً من التكلف لقد ولد في مذود ولم يكن له موضع في المنزل وعندما صلبوه دفنوه في قبر مستعار .
ومهم جداً أن يستمع المرسل لصوت الرب ويخضع لقيادة الروح القدس . ( أمثال 19 : 20 -21 )
3| الإرسالية المتكاملة
أن حجر الأساس التالي هو مساندة من يذهب من أجل يرى أن إرساليته
هي جزء مكمل لخدمة الكنيسة . ( عبرانين 6 : 11- 18 )
أن كل أعضاء الجسد يعملون معاً في اتجاه واحد
وكل واحد يعمل الذي يستطيع فالبعض يقومون بخدمة واضحة ومباشرة فيباركون الشعوب والقبائل والبعض الآخر يقومون بخدمة غير مباشرة .
4| الاستماع الفعال للمرسل
5| المساندة المعنوية للمرسل
6| المساندة بالصلاة
7| المساندة بالعطاء