” ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده. “
أَخَذَ الرب يسوع تلاميذه: بطرس ويوحنا ويعقوب، وصعد بهم إلى جبلٍ عالٍ.. وهناك تغيّرت هيئته قدّامهم، وصارت ثيابه تلمع بيضاء. وتُعْرَف هذه المناسبة بتجلّي الرب.
وبعد ذلك ظهر لهم إيليا مع موسى يتكلمان مع يسوع.
فقال بطرس ليسوع: يا سيّدي فلنصنع ثلاث خيام، لكَ واحدة، ولموسى واحدة ولإيليا واحدة.
و لننتبه إلى ما تقوله الكلمة هنا، إذ لا توجد كلمة واحدة في الكتاب المقدّس وردت بالصدفة، بل دائمًا للروح القدس قصد هام من ذلك..
تقول الكلمة: “أنّ بطرس لم يكن يعلم ما يتكلّم به” (مرقس 6:9).
فما هو قصد الروح القدس؟
وبماذا أخطأ الرسول بطرس في هذا الموقف؟
لقد حاول بطرس أن يُساوي الرب بموسى وإيليا، إذ طلب منه أن يصنع لهُ وللنبيين ثلاث خيم.. لكن بغتةً تدخّل الآب السماوي، وجاء صوته من السحابة، وكان كلامه واضحًا وحاسمًا: ” هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا.فرفعوا أعينهم، ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده”.
(متى 17: 1-8 ) و( مرقس 9: 2-8 ) و( لوقا 9: 28-36).
وهذا هو هدف تأمّلنا اليوم: أن لا نعود نرى إلا يسوع وحده.. وأن لا نسمع إلا ليسوع وحده.
أن لا نُساويه بأحد كائنًا من يكن ، لكن ليس هذا فقط ، بل لا أحد آخر معه..
بِهِ وحده نأتي إلى الآب لننال الخلاص ولكل ما نحتاجه ، ألم يقل الرب يسوع:
“أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي” (يوحنا 6:14).
وماذا قال الرسول بولس؟
“لأنّه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الانسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع” (تيموثاوس الأولى 2: 5-6).
لم يبذل أحد دمه الثمين لغفران خطاياك وخلاصك من الهلاك الأبدي: إلا يسوع وحده .
الرب يسوع يُرحّب بك في كل وقت ، قلبه وذراعيه مفتوحة لاستقبالنا، ولا نحتاج لموعد مُسبق، ولا نحتاج لمن يُمهّد لنا الطريق.. لأنّه هو بنفسه قال:
“تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم”. (متى 28:11).
أنا أريحكم وحده مصدر الراحة والخلاص ، ليس موسى الذي يُمثّل الناموس والشريعة والوصايا، ولا إيليا الذي يُمثّل الأنبياء ، بل يسوع وحده!
ولا تخف منه مهما كان وضعك، فهو سيقبلك كما أنت.. فهو الذي قال:
“من يُقبل إليَّ لا أخرجه خارجًا” (يوحنا 37:6).
هل وصلت رسالة الرب لنا اليوم؟
لنرفع عيوننا اليوم إلى فوق كما فعل الرسل.. فلا نعود نرى إلا يسوع وحده.. ولنُطِعْ الآب السماوي الذي قال: “له اسمعوا “
فلا نُساويه ولا نجمعه مع موسى والأنبياء، أو مع أي أحد آخر.. ولا نجعله واحدًا من اهتماماتنا الكثيرة في هذه الحياة، بل الأول والوحيد ، محور حياتنا الأساسي ، ولنتأكّد أنّه سيُحقّق وعده لنا ، لأن كل ما نحتاجه سيمنحنا إياه من يديه المحبتين على حساب دمه الثمين ونعمته الغنية ومحبته غير المشروطة.
لالهنا كل المجد .. آمين