إن اللّه خلق أدم نتيجة المحية الفياضة بين الذات الألهية أي بين أقنوم الآب وأقنوم الكلمة وأقنوم الروح القدس . ولأن الله كائن علاقاتي يحب الأنسان ويرغب في الدخول في علاقة شركة ومحبه معه .
ويقول في
يوحنا الأولي 4 : 8 ( وَمَنْ لَا يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ ٱللهَ، لِأَنَّ ٱللهَ مَحَبَّةٌ. )
ومن شأن المحبة الخالصة ألا تحصر صاحبها في إسعاد ذاته، بل تدعه إلى إسعاد الآخرين.
ولذلك خلق اللّه آدم لكي يسعده بكل خير لديه.
أما قول الفلاسفة ورجال الدين إن اللّه خلق آدم لكي يعلن بواسطته عن وجوده،
أو لكي يتقبل من آدم العبادة والإِكرام اللائقين به ليس صحيح
لأن اللّه كامل كل الكمال ومستغن بذاته كل الإستغناء.
أما من جهة معرفة اللّه السابقة بأن آدم سيعصاه ويجلب على نفسه الشقاء، فكانت تمنعه من خلقه، لو كانت هناك عقبة ما يمكن أن تمنعه من تحقيق أغراضه السامية من نحوه، ومن ثم فإنه خلق آدم مع علمه أنه سيعصاه،
لأنه يستطيع أن ينقذه من نتائج العصيان.