فلك نوح
سفر تكوين الإصحاح السادس إلى العاشر
نتحدث هنا عن قصة نوح لقد كان نوح هو الحفيد العاشر لآدم ومعنى إسمه هو “راحة” لقد كان إنساناً متميزاً بالعديد من الأشياء ولكن أهمها أنه كان باراً
صحيح أنه لم يكن مثالياً ولكنه كان باراً وسار مع الله ” لأني إياك رأيت باراً لدي في هذا الجيل”
وأيضاً كانت أخلاقه وعلاقته جميله مع الجميع.
كانت لديه زوجه وثلاثة من الأبناء وهم سام وهو أكبر أبناءه ويافث وحام وزوجاتهم أي أنهم كانوا ثمانية أشخاص.
بدأت القصة عندما عم الفساد في الأرض وانتشر الظلم كان ذلك عصر التمرد والعصيان وامتلأت الأرض ظلماً وبطشاً وكانوا هولاء هم من نسل قايين لقد فسدوا جميع البشر ذاك الزمان “وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت الأرض ظلمًا… إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه علي الأرض” [11، 12].
وهذا ما احزن الرب وقرر أن يمحو جميع البشر.
“ورأي الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم. فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض. وتأسف في قلبه. فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لأني حزنت أني عملتهم” [5-7].
ولكنه استثنى منهم نوحاً واخبره عن نيته وأمره أن يبني فلكاً لينجو هو وعائلته وبعض المخلوقات “نهاية كل بشر قد أتت أمامي، لأن الأرض امتلأت ظلمًا منهم، فها أنا مهلكهم مع الأرض” [13].
اطاع نوح الله وبدأ في بناء الفلك مع ابناءه وفي أثناء ذلك كان يحذر الناس ويعلمهم بنية الله ولكنهم كانوا يسخرون منه ويضحكون عليه ويستمرون في بطشهم وأعمالهم الشريرة.
أستمر بناء الفلك فتره طويله وذلك لأنه كان كبيراً جداً ليستوعب أكبر قدر من المخلوقات ويكون قوياً في وجه الطوفان وبعد أن أتم نوح بناءه أمره الله أن يدخل هو وعائلته وبعض من أجناس الحيوانات من ذكرٍ وأنثى وأيضاً انواعاً من الطيور، وعندما دخلوا أغلق عليهم الباب وبدأ هطول الأمطار الغزيرة انصبت المياه من السماء بغزارة شديدة.
رأى الناس أن نوح كان على صواب وكان صادقاً عندما حاول تحذيرهم ولكنهم تنبهوا لهذا الشيء بعد فوات الأوان فلا يستطيع احداً أن يدخل الفلك الآن.
انهمرت الأمطار وفي وقت قصير تغطت الأرض بالمياه وصعد الناس إلى سفوح الجبال لتحميهم من الغرق وتمنوا لو أنهم استمعوا لكلام نوح.
أستمر هطول الأمطار أربعون يوماً حتى تغطت الجبال ومات كل من كان على الأرض غرقاً من حيوانات وطيور وجميع الناس ولم يتبق سوى نوح وعائلته ومن معه من الحيوانات بأنواعها.
بعد فترة من الزمن أراد نوح ان يعرف ما إذا بدأت الأرض في الظهور من جديد فأطلق غراباً ولكن الغراب كان يطير قليلاً ثم يعود إلى الفلك لأنه لم يجد مكاناً يحط فيه فعرف نوح أن المياه مازالت لم تنحسر ولم تظهر اليابسة بعد، فأستمر في إطلاق الغراب وكان يطير ويعود أدراجه، بعدها أرسل حمامه فطارت هي أيضاً وعادت ثم أرسلها مرة أخرى وعادت هذه المرة وفي منقارها غصن زيتون وهكذا عرف نوح أن الأرض بدأت في الظهور وكم كانت سعادتهم كبيره عندما علموا أن باستطاعتهم العودة إلى الحياة الطبيعية من جديد وأنهم مازالوا على قيد الحياة بعد كل ما حدث.
وكلم الله نوحاً قال أخرج من الفلك وخذ معك كامل عائلتك وجميع الحيوانات وكانت قد مضت سنه كامله وهم في الفلك.
(التكوين 9: 1-6) “وَبَارَكَ ٱللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: “أَثْمِرُوا وَٱكْثُرُوا وَٱمْلَأُوا ٱلْأَرْضَ. وَلْتَكُنْ خَشْيَتُكُمْ وَرَهْبَتُكُمْ عَلَى كُلِّ حَيَوَانَاتِ ٱلْأَرْضِ وَكُلِّ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ، مَعَ كُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَكُلِّ أَسْمَاكِ ٱلْبَحْرِ. قَدْ دُفِعَتْ إِلَى أَيْدِيكُمْ. كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَامًا. كَٱلْعُشْبِ ٱلْأَخْضَرِ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ ٱلْجَمِيعَ. غَيْرَ أَنَّ لَحْمًا بِحَيَاتِهِ، دَمِهِ، لَا تَأْكُلُوهُ. وَأَطْلُبُ أَنَا دَمَكُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَقَطْ. مِنْ يَدِ كُلِّ حَيَوَانٍ أَطْلُبُهُ. وَمِنْ يَدِ ٱلْإِنْسَانِ أَطْلُبُ نَفْسَ ٱلْإِنْسَانِ، مِنْ يَدِ ٱلْإِنْسَانِ أَخِيهِ. سَافِكُ دَمِ ٱلْإِنْسَانِ بِٱلْإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ. لِأَنَّ ٱللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ ٱلْإِنْسَانَ”.