نتكلم اليوم عن قصة عيسو ويعقوب وهما توأمين ابنين لإسحاق ورفقه
لقد كان التوأمين مختلفين منذ البداية
إسحاق هو إبن إبراهيم وقد عاش معهم إبراهيم حتى بلغ عمر التوأمين 15 عاماً
بحكم ولادة عيسو الأول فهو يعتبر البكر وكانت هناك امتيازات للابن البكر للعائلة بأنه يأخذ رئاسة أبوه بعد وفاته ويأخذ بركة أبيه وله النصيب الأكبر من الميراث أكثر من بقية أخوته.
كان يعقوب يلازم البيت ويتعلم الطبخ بينما كان عيسو خارج البيت وكان يحبه إسحاق أكثر لأنه كان صياداً ماهراً ويحضر الطعام إليهم.
ولهذا كان يعقوب مقرباً من أمه رفقه بسبب وجوده الدائم بقربها وكانت تحبه أكثر من عيسو لأنه كان روحانياً ومسالماً بينما عيسو لم يهتم بالروحانيات ولا بموهبة البكوريه التي تجعله الابن البكر في بيت أبيه بما تحمله هذه الكلمة من مميزات ومسؤوليات.
لم يهتم لدرجة انه باعها لأخيه يعقوب مقابل أكلة عدس عندما كان جائعاً
لقد اشترى البكورية من اخيه التوأم الذى لم يقدرها واصبحت حقاً شرعياً ليعقوب.
“احتقر عيسو البكورية “. (تكوين 25 من 29 – 34)
«وطبخ يعقوب طبيخاً، فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا. فقال عيسو ليعقوب: ”أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أَعْيَيْتُ“… فقال يعقوب: ”بِعْني اليوم بكوريتك“. فقال عيسو: ”ها أنا ماضٍ إلى الموت، فلماذا لي بكورية“. فقال يعقوب: ”احلف لي اليوم“، فحلف له. فباع بكوريته ليعقوب. فأعطى يعقوب عيسو خبزاً وطبيخ عدس. فأكل وشرب وقام ومضى، فاحتقر عيسو البكورية» (تك 25: 29-34).
وفي شيخوخة إسحاق طلب في يوم من عيسو ان يتصيد صيدا وقال له : ” جئنى به فأأكل, لكى تباركك نفسى قبل ان اموت “. وسمعته رفقة وذهبت وصنعت طبقا لذيذا وأوصت يعقوب : ” تجئ (بالطعام) الى ابيك ويأكل, لكى يباركك قبل موته “. ثم ألبسته ثياب عيسو (قيل انه كان لدى عيسو ثياباً كهنوتيه يلبسها في شيخوخة أبيه ليقدم الذبائح عن العائلة ) وجعلت على يديه وعنقه جلود جديين من المعزى (لأن عيسو كان كثيف الشعر), ودخل الى ابيه ومعه الطبق الطعام. وحين سأله اسحاق : ” من انت يا ابنى ؟ “, اجاب : ” انا عيسو بكرك “. فصدق اسحاق كلامه وباركه. – تكوين 27 من 1-29.
فقال له إسحق أبوه: تقدم وقبلني يا ابني. فتقدم وقبله، فشم رائحة ثيابه وباركه، وقال: أنظر، رائحة ابني كرائحة حقل باركه الرب. فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض وكثرة حنطة وخمر. ليستعبد لك شعوب، وتسجد لك قبائل. كن سيدًا لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك. ليكن لاعنوك ملعونين، ومباركوك مباركين” [26-29].
حين عرف يعقوب انه اعطى البركة ليعقوب لم يتراجع، لقد بدد عيسو علاقته الثمينة بالله في لحظة غفلة.
أن رفقة ويعقوب لم يشعرا أنهما كانا على خطاء، ولا غضب إسحاق بسبب تصرفهما بعد اكتشافه خدعتهم له، بل أكد بركته ليعقوب، ربما أدرك إسحاق أنها على حق وإن كانت طريقتها غير صحيحة.